الخلق الحسن

الخلق الحسن

ما الذي يرقى به الإنسان

قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شىء أثقل في الميزان - أي في ميزان الآخرة الذي يوزن به أعمال العباد - من حسن الخلق" رواه أبو داود. وحسن الخلق عبارة عن تحمل أذى الغير وكف الأذى عن المسلمين وبذل الخير والمعروف ونشر الفضيلة بين الناس أي أن يحسن المؤمن إلى الذي يحسن إليه والذي لا يحسن إليه. حسن الخلق أن ترد الحسنة بأحسن. حسن الخلق أن ترد السيئة بالحسنة لا بالسيئة. حسن الخلق أن تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك.
لذاينبغي أن نتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حمولاً للأذى فكان فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله فجاءه رجل وأخذ بثوبه وجذبه جذبة قوية حتى أثر ذلك في صفحة عاتقه ثم قال: يا رسول الله مر لي من مال الله الذي عندك، فاضّحك رسول الله وأمر له بالعطاء وليس بالسجن والضرب. أمر له بالعطاء وكيف كان الطلب؟! جذبَ النبي من ثوبه حتى أثر في صفحة عاتقه وكان طرف ذلك الرداء خشِنًا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يضربه لم يقابله بالمثل بل ضحِك إليه وأمر له بالعطاء.
فلا أدب أحسن من أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاه الله أحسن الجزاء عن أمته، فإن تعويد النفس على تحمل أذى الغير يكون وسيلة إلى الدرجات العلى وهو عظيم النفع في معاملة الناس بعضهم بعضًا، فإن من كفّ نفسه عند الغضب أنقذ نفسه من مهالك كثيرة.
فكم من أناس ليس لهم كثير صلاة من النفل ولا كثير صيام من النفل تُعادل درجاتهم في الآخرة درجات الصوامين القوامين الذين لا يتحلّوْن بحسن الخلق. فمن تمكن في أداء الواجبات واجتناب المحرمات كان من خيار عباد الله ولو كان قليل الاجتهاد في النوافل، فالقليل من العمل الموافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من العمل الكثير المخالف لِما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك ينبغي علينا ان نحسن أخلاقنا، ينبغي على الكبير أن يرحم الصغير وينبغي على الصغير أن يرحم الكبير.حسن الخلق له مرتبة عظيمة عالية في الإسلام، وليس معناه أنه أهم وأولى من الإيمان. بل حسن الخلق إذا اقترن مع الإيمان هذا الذي ينفع صاحبه، هذا الذي يرقى به الإنسان. لذلك حسن الخلق مع الإيمان فيه صلاح الفرد.